الثلاثاء، مارس 29، 2011

[ لاجئـة ..!!


• " اعتراف " :

أضع المرآة أمامي , وأراني بصورة أشد بياضاً , وبصوت يشبهني تماماً ..
أحاول أن أتجاهل كل الأشياء حولي , ما عادا نبضات قلبي ..
الآن سأذكر أن كل ما ذكر هنا , لا يمت للأدب بصلة ..
فلا عتب ..
أن طال الحديث مابيني , وبين القابعة خلف المرآة ..!




- رغم أغاني الحب المتساقطة علي بشغب طفولي , أصبح للوقت في تاريخ دمائي صوت ألحان مختنقة , كنت أحاول أن لا أسمح لمسافات الوقت بـ اختراقها خوفاً من أن تنقص من حضورك شيء ..
بعبثية الجنون كنت أعيد ترتيب ذاكرتي , لتنمو على ملامحي رؤى تعيد سرد صوتك بي دون أن تسقط دموعي مبللة كل أحلامي البيضاء المصاحبة لأحاديثنا , كبير هو حبي لك , وكذلك النهاية متيقنة بأنها ستأتي كبيرة جداً , مصاحبة لجرح يليق بحجم مالك داخلي..!
لم يكن لي من خيار سوى أن أسمح بتكاثر تلك التساؤلات الغريبة في كل حضورٍ بيننا , عن ذلك الغريب الذي بدأ يطرق الدماء في شراييني حتى خيل إلي أنني لست أنا وأنني أجهلني كثيراً في غيابك , لم يكن لي من استطالة على أن أتجاهل كل ما يحدث حولي , و أمضي لسريري , وغطائي ووسائدي , دون أن تلمحني هي الأخرى وتشير " أنك عالق بي "..!



- تلك البدايات المتناقضة بيننا , أخذت منحى البياض بشكل مختلف جداً , بشكلٍ كنا ندرك منذُ بداياته أن الأفراح لن ترسم على خطوط كفوفنا , وبأن اللحظات وإن تركت شيء من ظلال البهجة على أحاديثنا , كانت تعدنا بحزن مسبق سيحتل كل أجزاءنا , ورغم هذا كله تركنا لنبضاتنا حق السير في جميع المفترقات علها تصل إلى كل الأشياء المرهونة خارج أسوار العمر على أرض عالمنا..!



- حضورك الممتلئ غرابة , ونظرتي الممتلئة أحلاماً , هي من جعلت الغياب أكثر تناقضاً بيننا, فحاجتي الأولى للقاء , وحاجتي الأخرى للمضي قدماً دون ذاكرة وقلب هي من تلزمني أن أتركني في منفى , لأمكن ساعات الحاجة من إلتهامي ,..
في داخلي طفلة عابثة , ولا أعلم إن كنت حقاً قد ألزمتها بالصمت بدلاً عن العبث , قديماً كنت أمضي لكل الأشياء مرغمة كما يريدون , فمنذ طفولتي وأنا أخبئ صوتي داخل زجاجة الأمنيات , علَّ جنية الأحلام تأتي يوماً لتخرجني وتخرج أحلامي لتكبر معي , دون أن تضيق نظرتي للأفق ..



- عالمي لا تحكمه قناعة الغناء بأحلامنا , لهذا سمحت له بأن يموت بداخلي يوماً , ولا أعلم لما بدأت أجتث في تربته رغم أنني أعلم مسبقاً بأنه لن يتوانى برهة عن مد ألسنة الأسئلة دون أدنى شك بأنها ستأتي لكون أصم لا يفقه أسرار ترنيمة الغناء / و البكاء به..!
اِعلم جيداً بأن طقوس الحب تأتي قاتلة لمن هم على شاكلتي , فلا القيود التي تصنع حولنا , ولا الذاكرة الممتلئة أحزان ستفسح المجال للحب ليمضي في دماؤنا دون أن يملؤه بسيول الاتهامات والشكوك , فلا تعجب تجاهل حاجتي للأكسجين أحياناً , ونهمي عليه أحياناً كثيرة , فإن سخرت مني كل الثواني , والزوايا , والأغاني , والقصائد , والدروب التي لم تمهد من قبل للطيران بها .. سأمضي إلى جراحات الغياب دون تحسب لأي موت ستحمله الاتجاهات لي ..



- بكاء المساء , وعطر أزهار ملكة الليل كثيراً ما تجعلني أزج بالأسئلة خارج محراب وريدي , كي لا ألتقي بي ولا ألتقي الأشياء حولي على حقيقتها , فأنت تبالغ بالصمت كثيراً وتربط نبضات قلبي بك , بشكل غريب جداً , بشكل يجعل الأرض تتوقف عن الدوران , بشكل يجعل الفصول ترسل للحياة نفثه من ركام الأمنيات ..!

- من الشباك النصف مفتوح , أحاول أن لا أتطاول على الليل , و أن لا أسرق منه نجمة لأودعها أحد أسراري العميقة بك , أحاول أن لا أقرأ أمنيتي لزوايا غرفتي , وأن لا أقلب فنجان قهوتي المسائي البائس لـجفاف الطرق الموصولة بيننا ..!
• لا علم لي لما لم أجعل الحواجز بيني وبين الحزن أكبر ؟
يربطني الصمت بشكل أعمق حين أنظر للطيور الصغيرة الساكنة بأحلام تشبه أحزاني في القفص , كل لحظة تسقط عليها نظرتي أسترق تأملها , وفي داخلي أقسم أن لا أجعل بينها وبين السماء أي رادع من قبلي , إلا أن الوعود تعود إلى أعشاشها , فأتجاهل حاجتها للطيران لأراني بها , لا أعلم إن كنت أنتظر منها أن تلفظ اسمي , في مقابل أن أجعلها تترهب في ضوء الشمس , أي حاجة تربطني بها الآن وأنا التي بدأت بتلقينها حروف اسمك بخجل , علَّ صوتي يصل من خلالها لأضلعك ..
ها أنا الآن أمارس البكاء وأنا أفتح باب القفص بأيدٍ ترتجف وأحاول أن أكتم حديثي لها , بأن لا تخذلني وتحلق بعيداً جداً , إلا على شباك غرفتك , أبتسم وأنا أسخر من قراءة أفكاري الماضية , بأنني بحاجة ماسة لها لأنظر من خلالها إلى أحلامي ..
لا أعلم إن كنت أحاول أن أطلق أحلامي للسماء , بعيداً عن أرضي كي لا تتسخ بسيادة القمع المتناسل في عالمي..!!
لم أحاول ثني قضبان العادات يوماً , بقدر ما أنا بحاجة ماسة لي , بحاجة لأزرعني على غيمة الأحلام , وأنا على يقين مسبق بأن أضلعي لو رويت بالآمان فلن تجف ظلال بهجتي عن الكون إلى أن يواريني الربَّ الثرى ..



- لم يعد للوقت من رائحة تذكر , سوى ما أحاول إفراغه على عجل من بقايا ضوضاء النهار و غربته وثقل ذاكرته من جيوبي ..
على عجل .. ألجأ إلى زوايا الفجر علَّ ما به من آنيين يطفئ النار المتأججة في صدري , من أرق الحروف / ونسيم المدينة المتلبس بفضح كل قصص صمتي ,..
ألجأ إلى الضياع منك ومني , فتعيدني آنات ابن جارتنا وصراعه مع مرضه وضرباته المختنقة ذات تعابير الاحتجاج إلى صوت وجعي بك , لو كنت مكانه لكنت أشد سعادة مما أنا به معك .!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق