الأحد، مارس 27، 2011

»» عِـطْرﮖ..!




 
» » لِلْطُّرُق’ـآَت ..!




 

أَمْطَر الْحُزْن عَلَى قَلْبِي , وَبَكَيْت كَثِيْرا , وَتَمَنَّيْت أَن تَأْتِي , أَن تُرْسِل مَع قَطَرَات الْوَجَع مُفَاجَأَة عَوْدَتِك و احْتِضَانِي , كُنْت أَقْف فِي انْتِظَارِك , أَي جُنُوْن جَعَلَنِي حِيْنَهَا أُفَكِّر بِأَنَّك قَد تَأْتِي حَقّا لِتُطَوَقْنِي بَعِيْدَا عَن فَقَدَك وَتَبَعْثَر الْشَّوْق الْسَّاكِن أَطَرَفِي , كُنْت أَرَانِي مُمَسَّكَة بِذِرَاعَيْك خَوْفا مِن أَن تَسْرِقُنِي لَحْظَة أُفِيْق مِنْهَا , سِرْت مَعَك رُغْم أَنَّنِي كُنْت أُدْرِك أَنَنَي أَسِيْر وَحِيْدَة , فَلَا ذِرَاعَيْك تَحْتَوِيْنِي وَلَم يُخَالِط عِطْرُك مَلَابِسِي وَأَنْفَاسِي وَكْفِي ..
تَمَنَّيْتُك كَثِيْرا , وَحِيْن أَدْرَكْت وَاقَعْنَا تَمَنَّيْت بِأَنَّنَا لَم نَلْتَقِي يَوْمَا .





 

أَنْت تَغِيْب لِتَأْتِي بِشَكْل أَكْثَر تَمَرَّدَا فِي دَميْ ..
وَلَا يُخْجِلُك وَضَع الْحُدُوْد نَاقِصَة , لِكُل اتِّجَاهَات أَوْرِدَتِي مَعَك ..
لَا يُخْجِلُك ارْتِمَائِي بِأَحْضَان الْخَوْف فِي حُضُوْرِك ..
وَلَا يُخْجِلُك أَن أَجْمَع أَجْزَائِي بِشَكْل مُبَعْثَر – وَأَبْدِو مُنَظَّمَة فِي عَيْن نَفْسِي بَيْنَمَا مَا يَحْدُث مَعِي هُو الْعَكْس تَمَامَا – تَمَامَا يَآ عِطّرِي ..
أَنْت تَشْهَد ذَلِك , وَأشهَد بِأَن حُضُوْرِك كَالْمَطَر
يُبَعْثِر الْشَّوْق وَالْحَنِيْن بِي ..
وَيَخْتَبِئ خَلَف كُل ذَرَّة ثَرَى , وَخَصْلَة فَرَح , وَحُزْن قَلْب , وَلَا يَغْسِل قَلْبِي !






 
أَنْت .. تَأْتِي كَالَّطُّيُوْر الْمُهَاجّرة تَبْعَث خُيُوْط صَبَاح حَزِيِن مِن عَيْنَيْك – وَتَرْحَل ..!
تَأْتِي لِتَمْلَأ الْسَّمَاء بِالْنُّجُوْم وَالْأَمَل , وَتَنْسَى فِي كُل مَرَّة أَن تَتْرُك نَجْمَة عَلَى يَدَي ..!
تَأْتِي .. وَلَا تَأْتِي ..!
و مَا بَيْنَهُم يَزْرَع شَمْسَا يَتَسَلَّق لَهِيْبُهَا لِأَعْلَى رُكْن فِي قَلْبِي ..
وَيَكْشِف رَأْس أَوْرِدَتِي وانْشْغَالَهَا بِنَقْص الْهَوَاء فِي صَدْرِي ..
أُحِسُبَك أَيَّام عُمْرِي – يَآ عَمْرِي .. فـ تَسْرِقُنِي ..!
تَسْرِقُنِي – وَأَرْضَى ..
لَأَنّنِي أَحْصَيْت مُسْبَقَا صَوْتِي , وَحُلُمِي ,
وَوَحْدَة الْمَسَاءَات , و ضَيَآع الْصَّبَاحَات – وَاسْتِيَاء الذَّاكِرَة وَالْأَفْرَاح دُوْنَك ..
مُوْصَدَة هِي الْأَبْوَاب بَيْنَنَا , وَيَبْدُوَا أَن كُل دَوَاعِي الْأَلَم سَتَشْهَد الْيَوْم عَلَى وَجَعِي ..
أَخْبَرَنِي , لِمَا أَشْعُر بِأَنَّه عَلَي أَن أُطَوِق كُل ذِكْرَى لَك بِي بَعِيْدا عَنْي ؟
وَلَمَّا أَشْعَر بِأَن الْمَسْافَة لَم تَعُد وَحْدَهَا مَا تُفَصَّل بَيْنَنَا ؟
وَلَمَّا أَشْعُر بِأَن حَجْم الْجَرَّاح بَيْنَنَا مَازَالَت تَنْمُو ؟



 


أُحِبُّك .!
وَأَدْرَك أَن سَيْرَك فِي دِمَائِي رَافَق انْقِطَاع أَنْفَاسِي وَأَحْلَامِي ..
أُحِبُّك ..!
وَلَا أَبْحَث عَن زَمَن وَلَا عَن قَلْب وَلَا أَضْلُع أُخْرَى تُشَارِكْنِي أَلَمِي وَوَجَعِي بِك ..
أُحِبُّك ..!
وَأَرْفُض أَن يُشَارِكَنِي شَيْء مِنْك مَعَك ..
أُحبُّك .. وأَحبِّك .. وَأَحبِّك ..
وَرُغْمَا عَن هَذَا الْحُزْن أَجِدُك قَد تَسَرَّبَت ‘ إِلَي ..
انْفَصَلَت عَنِّي لَأَرَاك عَن بُعْد ..
فـَ وجَدتنيْ قَد تَوَرَّط بِك مِرَارَا .. وَمِرَارَا يَآ سَيِّدِي ..
أَعْوَد إِلَى نَفْسِي ..
و أُغَوَص مَابَيْن وَرِيْد وَوَرِيد مِن عُرُوْقِي !
أَشْعَرَنِي مَعْصُوْبَة عَن كُل شَيْء ..
لَا أَسْمَع , لَا أَتُحَدِّث , لَا أَرَى ..
وَفَقَط فِي كُل مَرَّة ..
» أَشْعُر بِك !
وَأَخْشَى مَع كُل نَبْض أَن أُهْرِع إِلَيْك
فـ يُطِل جَرْح بِصَمْت يُشْبِه الْحُزْن بَيْنَنَا ..
و أَظَل عَالْقَة بِشَيْء مُضْحِك مِن الْمُقَدِّمَات الْطَّوِيْلَة ..
وَأَنْسَى فَقَط أَن أُخْبِرَك بأَنَّك وَحدُكْ مَن يَسِيْر تَحْت مَسَامَات جِّلْدِي ..!





 

أَجْمَع أَجْزَائِي , أُحَاوِل تَرْتِيْبِي , وَلَا أَعْلَم إِن كَانَت مُحَاوَلَتِي هَذِه سَتَعُوْد أَدْرَاجِهَا كَكُل مَرَّة نَفْتَرِق بِهَا , رُبَّمَا لَيْسَت لِي الْقُدْرَة الْكَامِلَة عَلَى تَقْدِيْم خَطَوَاتِي بَعِيْدَا عَنْك , وَعَن كُل مَا حَدَث بَيْنَنَا , لَا أُحَاوِل خَدِّشِي بِالْكَثِيْر مِن نَزْف ذَاكِرَاتِي , فَأَنْت مَازِلْت عَالِقَا بِي , مُنْغَمِسَا فِي دِمَائِي , لَا أُحَاوِل تَجَنُّبُك , وَ لَكني أُرِيْد أَن أَجْمَعِني بِك بِشَكْل يَلِيْق بِي وَبِحُبِّي إِلَيْك..









 
وَتُهْدِيْنِي الْطُّرُقَات رَائِحَة » عِـطْر..!
وَأَعْبُر ..
بِشِق طَوِيْل مِن الْوَجَع إِلَيْه ..
أُقَاضِيْه عَن الْمُنْقَضِي مِن الْوَقْت دُوْنِه ..
أَحْتَضِنْه ..
وَأَخْشَى الْبُكَاء عَلَى صَدْرِه ..!







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق