الأربعاء، مارس 30، 2011

!..[م . ع . ك]..!




  مَعَك :   لُغَةُ الْوصُولْ تَخْتَنِقْ , تُنْبُئنِي بِحُلولْ عَامٌ أَخَرٌ مِنْ الذّكْرَى والْحَنِينْ ..
فِي مُحَاولَةٌ عَابِثَه أَتَجَرَدُ مِنكْ لـِ اِستِرجَاعْ نَبَضَاتِي الْبِيضَاء ..



  السبت :    
رُغُمْ الغِيَاب..!
تَتَقَوقَع بِجَمِيِع تَفَاصِيلُكَ المُربِكَة عَلى أَورِدَتِي ..
لا أَجرُؤ عَلى لَفظُكَ مِنْ أَنفَاسِي ..
وَلا أَستَطِيع اِستنشَاقُكْ..!
وَرُغُم هَذَا أَتَجَاهَلُ إحسَاسِي بِك ..
أَتَوحَدُ مَعَ رُوحِي .. لِـ أَجدُنِي قَد تَوحَدتُ بِك أَيْضاً ..!
أَعلَمُ جَيداً بِأنَني لَم أَكُنْ لِـ أَبْدأُ بِك لأنتَهِي قَطَرَة ..
لَيسَ لَها القُدرَةُ أَبَداً عَلى خَلقُ حَيَاةٌ مِنْ حُب بِأعمَاقِهَا..!
يُؤلُمنِي حُبك بِقَدرِ ذَلِكَ الألَمُ الذِي زَرَعتَه شَظَايَا أَحلامِي الْمُتَكَسِرة عَلى مَلامِحي دُونَك..
رُبَما يَكُونْ المُفتَرَق مُتَشَعب الدُّروب ..
ولَكنْ الْحَقِيقَة مَا زَالَت بِأنَكَ القَلبْ الْوَحِيِد الذِي سَكَنَ أَعمَاقِي وَاِنتَزعَ سَكِينَتِي مِني !





   الأحد :    
مِنْ زَمَن الصَّمت أَتَيت مُتَلَبِسَة قَلبْ بَعْثَر مَخْطُوطَات الْحُرُوف هَرَباً مِنْ لُجَة الحُزِن ..
عِندَ السُّؤال..!
دُخَانُ أَحدَاقُهم ..
يُثِير حَرَائقِي..
أَقرأهُم رُغمَ سُكُونِهُم !
وأُقَاوم رَغبَة التَّحَلُل عَنْ سَطوَة المَوَاجُع ..!
بِرَبكَ / كَيفَ لِي أَنْ أَرَاكْ فِي مَنفَى الأطفَالْ وَحُزنُ الشّيوخْ .. وِبُكَاءَ الأرَاملُ ..!
دُونَ أَنْ أَعَانُقكْ مُجهِشَةٌ بِالبُكَاء ؟
كَيفَ لَي أَنْ أَتَجَاهلُ حُضُور ظِلَك بِـ أَعذَبُ الألحَان كُل حِين قُربِي..!
وَأَصمُ مَسَامعِي عَنكَ..!
وَكَيفَ للثََوَاني أَنْ تَرسُم خَرِيطَة حُبك أَمَامِي ..
دُونَ أَنْ أُصَدقُ الرُؤيَا ..!
وَأَضَع رُوحِي وَسَط كَفَن مُعَطر بِرَائِحَة الْمَطَر ..
تَحت الأَشجَار كَأورَاقُ نِيسَانْ الذَابِلة ..!





   الإثنين :    
جَمِيعُ أَلاعِيبُ النسيَان التِي كُنت قَد اِتَخَذتُها لِمُحَاوَلَة العَيش دُونَ ذِكرَاك تَرمِيِني بِشُهُب سَاخِرَة..!
كَانْ مِنْ الغَبَاء أَنْ أُخفِي قَلبِي بِـ أَجَاص أَزهَارٌ كُنت قَد رَوَيتُها بِمَاء دَمعِي مِنكَ ..
مُتَنَاسِيَة أَنْ حُبك سَيُزهِر مِنْ جَدِيد مَعَها بِأَعمَاقِي دُون سَبِيلٌ لِـ نِسيَانُكْ..!
هَزَائمي المُتَكَرِرَة مَعكْ تُتلِف مَا بَقِيَّ مِني لَدَيَّ ..
تَطمُسُنِي فِي كُل ثَانِيَةٌ تَمر ..
وَتَقدُ رِدَاء صَبرِي عَنِي ..
أَقفْ مَشدُوهَة الشَوق ..
أَتَرنَمُ بِدُمُوع قَصَائِدُكَ ..
حَامِلَةٌ بِأَكُفِي رَائِحَة ذِكرَاك ..
مُنتَظِرَة أَنْ تَهبُ وَتُطَوقُنِي إِلَيكْ ..!







   الثلاثاء :    
فِي الخَفَاء وَحِينَ أَختَنِق بِك أَيقِن بِأن جَرحُكَ سَحَقنِي , جَرَدَنِي مِنْ جَمِيعُ نَبَضَاتِي ..!
تَعَلمت أَنْ أَسِير دُونَ أَنْ أَلتَفِت للخَلفْ..!
وَمَعك ..
عَلِمتُ بِأننِي كُنتُ بالفَرَح مُنذُ أَنْ عَبَر الأكُسِجِينُ لِـ رَئتَيَّ ..!
وَلَم أَكُنْ بِالحُزن أَختَنِق سِوى مَا كَانْ مِنْ أَثَارَ خَطَواتِي المَاضِيَة مَعَك وَالقَادِمَة دُونَك ..
جَمِيع المَفَاهِيم طَوقتُهَا سَابقاً ..
فَخَنَقَتنِي الآنْ..!
هَذَيَانِي المُخِيف بِكْ..!
هَمِي الكَبِيرُ مِنك..!
جُنونِي المُؤكَد مَعك..!
لَو أَدرَكت جَمِيعُ أَجزَائي خُطُورَة اِختِنَاقَاتِي بِك ..
لَمَا حَمَلُونِي مُهِمَة الانعِطَافُ دُونَ أَقنِعَة ..
تَحَاشِياً لأي ضَربَة مُلَغَمَة بِـ القَلب..!






   الأربعاء :    
شُعُور الشَوق لا يَنكَفئ عَنْ التَبريِر لِقَسوتَك المُفرَطَة ..!
أَبحَثُ عَنْ مَلجَأ لِروحِي بِدَاخِلِي ..
أُنثَى مُبَعثَرَة اُغتِيلَت لَحظَتِي ..
الفُظُنِي بِأعمَاق الجَرح , لأجِد النَبض يَرفُض الانقِيَاد للاحتِضَار رُغمَ إِعدَادُه المُسبَق لـِ اللَحد ..!
بِرَبِك , أَي اِبتِسَامَة التَصَقَت بِشِفَاهُكَ عِندَمَا مَزَجتَ أَحزَانِي جَيداً و سَكَبتَها بَينَ أَنَامِلُك لِتَنتَقِي مِنهَا..
[قَلبِي , وَحُبي]
وَمِنْ ثُم تَخلُدَ إلى النَوم مَطمَئن السَرِيِرَة , وَبِأعمَاقِكَ تُقسِم بِأنَ هُنَاكَ دَعَوات تُبعَث لأجلُك أنَاء الليلُ والنَهَار ..
أَنْ تَكُون بِخَير كُلَمَا كَانْ الجَرحُ بَينَنَا..!





   الخميس :    
هَشَةٌ مَوشُومَةٌ بِكْ أَتَنَاثر كُل حِينْ ..!
لِـ تُبَاغتُنِي أَطيَافُكَ ذَاتَ اليَمِينْ وَذَاتَ الشِمَال ..
تُلقِي عَلى كَاهِلي هَالَةٌ مِنْ ضَوء ..
تُجَسِد لِي تَجَاعِيد الشَرَايين ..
وَتَكَسُر الحُروفُ عَلى الشِفَاه ..
وَتَبَخُر العِطرُ بِالأَمكِنَة ..
قَاتِلي : لَو كَانْ يَعلَمُ قَلبِي أَنَهُ سَـ يَتَلظَى أَلَماً مَعك لَما تَورَط يَوماً بِك !
وَلَتَرَك نَبضُه فِي الخِزَانَة وَمَضَى فِي حَال سَبِيِلُه دُونِه..




   الجمعة :    
أَطَلت الانتِظَار أَمَام نَوافِذ الخَلاص , ولَم يَكُنْ لِيَأتِينِي شُروقُكَ..
سِوى بِـقَسوَة غَيِرُ مُبَرَرة مُحَمَلةٌ بِوَجَع وَرَحِيل سَيَطُول أَمَدُهـ لِيَوم مَمَاتِي ..
لَستُ مُتَألِمَة بِقَدِر جِرَاحُ هَذا القَلب التِي لَن تَندَمِل ..
أَي تَبرِيرٌ سَخِيف سَتَلُف أَكَاذِيِبُك بِه الآن بَعد أَنَْ نَكَأت دُمُوع حُبكَ بِأعمَاقِي ..
وَ بِدَفعَةٌ غَيرُ مُتَـوَقَعَةٌ أَسكَنتَنِي أَسفَلُ السَافِلِينَ مِنْ الفَرَح المَحشُو بِغَصَة..!
دَعنِي أَنُوء بِبَعثَرَة شَرِيطَ أَيَامِي قُربك فِي مُحَاولَةٌ يَائسَةٌ لِنسيَانُكَ هَذِه المَرة ..!
لا أُخفِيِكَ يَوماً اِعتَقَدتُ بِأنَنِي نَسَيتُكَ ..
فَــقَــط ..


.


.


.


اِعتَقَدت..!






[ شتات .. وماذا بعد ؟





ملامح شبابه تخالط شيب الأفق ..
بحنين و انتظار يصوغ له
لذة مائدة الجوع في صمته !
بهدوء معتاد يتقوقع تحت غطاء دماؤه ..
محاولا ألا يشتم ..
رائحة جراحه المتخثرة ..
التي زُفت في صباح فجر بهيم على أوردتة !


لكأس النعناع المخدر .. بزاوية مكتبه !
لون أخضر .. يعكس ذلك الحزن الغارق على أهدابه
بتمتمة ملؤها غصة ووجع خُتم على صفحات أقداره ..
أيقن صدق مقولة ذلك الطفل حين أعلن للملأ أنه حَلُمَ ..
بمن يقول :
”ما أشد اختلاف البيض عن السود، سأصنع حبوب دواء تجعل كل الناس خضراً “*
وكم تمنى أن يتحقق الأمر ..
لا كنها أماني وستبقى غارقة
على وجه السراب!!


يخطر بذهنه خاطر أن لا ضير من السير
لتمشيط ذاكرة الجسد المنهك حين يلف الكون الموت ..
ارتداء المعطف ليس بالأمر المهم ..
والأهم هو أن يجابه تلك البحار الصامتة من كل شيء
سوى بسمة الحنق على أطراف شواطئها ..


وكأن الطبيعة تسخر من تباهي البشر كل حين ..
فهي لا تنسى بأن تهديهم الطعنات من الأمام ..
ومن الخلف ..
ليصبح الألم أشد وخزاً بعد رحيل
وإن تشعبت الطُرق للنفاذ وللكيلِ منه !


يبدو كل شيء حوله صامت ..
غارق في ظلاله ..
أحزان بدأت تدس ملامحها خلف تكور شتات الغيم الفضي !
كل شيء يرثي حاله ..
حتى شمس الظهيرة ..
لبت نداء العزاء ..
ولم ترسل شعاع واحد من سناها ..
لتبعث دفء مزعوم للكون ..


مقهى متسخة زواياه ..
نظرة واحدة إليه كفيلة بجعلك
تبتعد عن شرب القهوة لعام كامل ..
أو أن ترى روحك تحلق بعد إرتشاف فنجان واحد ..
من ماء الإبريق المتسخ !
ولكن هذا ما يريد أن يموت ..
هل ينكر ..
هل يهرب بعد أن وجد المنفذ والخلاص
لخاتمته ؟


على طرف المقعد أرخاء جسده
و اتكأ بـ كلتا يداهـ على طرف الطاولة ..
كان يرتجي فنجان قهوة ساخن ..
به قد يهديه القدر عمراً أخر !!
همهمة تكاد تفجر طبلتا أذناهـ ..
بات جلياً أن يدرك أنه غير مرغوب به ..
أعلن المقهى موعد الإغلاق !
ونهض دون أن يغلق الباب المتهرئ خلفه !


لم يعلق على ما تبقى من بقايا ذكرياته
وأيقن أن كل الأشياء تغدر به ..
وإن كانت الطبيعة بالطبيعة تغدر !
والرمال لا تحتفظ برائحة المطر !
أيعقل أن يحفظ الإنسان العهد ؟
وهو أشد المخلوقات نسياناً !


لملم رماد أوراقة من أمامه
وسار لمبناه القديم ..
يداري أحلام كانت !
على محيا أيامه ..
يلف ترقبه صمت وتعلق
بتاريخ يحكي نفسه ..
ذكرى .. ووجع .. وآهـ ..
ويبتلع الصوت صداهـ !


* مقولة : جوناثان ميتس - الصف السادس.





[ عدني : أن لا تبكِ أيها الحجر !



تحية حزن من عمق الحجر:
 


زوايا حائط المكان لا تختلف في شيء
سوى أن البعض منها تفضل الصمت
وتكتفي بالبقاء خلفك !
والبعض منها .. تبقى أمام بصيرتك ..
وإن أدماها حالك ..
و رثت وجعك المتناثر أمامك ..
كخصلات شعرك القاتم ..!!
كثيراً ما تبكي زوايا نقيم بها معنا ..
دون أن نشعر ..
كثيراً ما تتمنى أن لها أنامل من نسيان تمتد
وتكفكف عن الأخاديد أوجاع قلوبنا !
لذا قبل أن أبدا ..
عدني : أن لا تبكِ أيها الحجر !






بعد أن اشتعلت صفحات الألـــم ..
لذكريات مُره !
أي حصاد سينتج عن جمع ما تناثر
من غبار الألسن ..
برب السماء أيتها الأنفاس
لا تتوهي مجدداً
بغابة القلوب وتفقدي !
تنفسي ..
تنفسي ..
وان تناسى القمر إرسال جدائل نبضة لوفائك..
وتعمد أن تبكيه فقداً مجدداً ..






ما بال فجر هذا اليوم ..
و ما بال عدد خياباتي المنهكة
لا تأول فراراً ونقصان كما ينبغي !
لحظة : من تعمد إرسال القصة ذاتها ..
مع سبعة ألوان من خبث وكذب ..!
لأرفف قلبي .. ؟!
من يا ترى ؟؟!






أيتها الأرواح ما بالك تتعمدين
طرق أوردة قلبي للدخول ..؟!
ألتنقيب عن عدد طعنات غدر الأوفياء ..
أم لصنع مستوطن للوجع مابين الوريد والوريد ..!؟






صمت .. وصمت ...!
مصلوب حزنُ الفصول..!
ماعدا خيط دقيق ..
خبأ الدمع بالدم !
و عاش مصفرٌ عقيم و نام .. !






هارب حزن الجهات ..
أغرقه هواء فارغ..!
بعد أن دك طبلات فرحه ..
عزف منفرد البكاء توسلاً ..
من أهداب السماء : اغفاءة !
لا ينفذُ منها سوى رائحة الموت السريع !.






رباه ما بال عقارب اللحظات تنفث الغبار
وتتلف انتظار سير الوقت المعتاد ؟
منذُ متى أصبحت الحاجة
لرداء الشمس عقاب ؟!
منذُ متى أصبح اللجوء للأوجاع
ستار أبيضٌ للروح ؟!
منذُ متى أصبحت نوافذ الأوطان
مشرعةٌ لأنصاف الهياكل ؟!





[ بضع خطوات على الجمر ...!




وأمطر الحزن حزنا أخر بأعماقي..!
هل يحق لي إجهاضه..؟

تمنيت أن أعلم مدى رغبة المواجع العميقة بالتوغـل بي أكثر !
لذا دون موعد مسبق زحفت باتجاهها ..
متناسية ألم رصاص مزق أكثر من نصف مساحة ما يقيم بين أضلعي ..!
نعم فـ ..لتلك الروح المقيمة بحروفي منفى من غيم يبكي , وصمت يضطجع
على لسان الحديث , وحـلم ولـد كبيراً ومات ذليلاً..!
بعد أن أحرقت معاصم أنفاسه أغلال سخرية ملتهبة..!
وإن لم يكن هكذا , سوى من وجهة نظر القبر وشاهدته..!
أحيانا : ألفظني بقلب الحروف وأحاول اجتياز تلك الشهقة المنبعثة من أعماقي..!
لا أنكر بأنني أتشظى وجعاً حين يعبر الحزن من بيني بتلك الترنيمة المميتة..
وإن كنت أصيب مسامعي بالصمم , وأحاول افتعال طقوس غريبة تشبهني ..
في تجاهـل الوجع ..!

أي لعبة أتقنها بالتجاهـل هي ليست بمرارة تلك الأرواح حين تلفظ أسمي ..
وتخر باكية صرعى أمامي تتوسلني حضن نسيان يدثرها, لتموت بثناياه
بعيداً جداً عن وجعي..!
منذ نعومة حزني خاطبت علب الرسم ..
ومع هذا برعت في ترك الصفحة بيضاء .. أو رمادية .!
أما الآن وقد بصقت الألوان على أظافري ..
رسمت مدن من دماء سوداء أغرقتني بأعلى مستويات الثمالة نزفاً..!
رسمت حزناً .. ودمعة .. وحرف تحت الجبال يتنفس..!
رسمت أنياب رذائل علقت على مشجب نهر..!
رسمت قيثارة ملامـح صوتي..!
ورسموني طائراً صغيراً على الغربة يغني أنشودة ..
كنت قد حلمت بها على الورق ..!
ربما حاولت أن لا أترك على الصفحات نحيب ..
لآثار خطوات الجمر الساخط على أكتافي , وفشلت ..!
فتصاعد على هضبة قلبي غباره ..
وصعقني بلحن نارٍ كئيب..!
تخالجني رغبة البكاء الممنوع الآن..!!
ممزقة الروح و الوريد , ورغم هذا كنت ومازلت..
أنثى من قطعة سكـر غير قابلة للذوبان..!
وبفعل غريب أحلت لدمية ..!!
رغم طقوس أنفاسي المنتظمة بترتيب حزني المنقوش
على جدران أقداري..!
نعم لا أنكر بأنني اختبئ..!
وكثيراً ما أقذف بي من أعلى آفاق الاعوجاع ..
لأخر ثغرات الاشمئزاز..!
آثمة نبضات وريدي..!
وإن كنت أومن أنها ليست سوى عمود قد دك من قطن..!
وهذا ما يفسر شوقي الدائم لـي مع كل شهقة ..
أعلم بأنني أسحق وجودي بذاتي ..
دون خطيئة مسبقة..
كما أعلم بأنني أقيم هناك , حيث مدن دمار صلبت أعرافها على صدر مستقبلي الباهت..!
هناك حيث جار الدهر علي بصب جم قبح نعيق أوتارهم بمدائن أفراحي..!
لحظة : إن كنتم تعتقدون أنني أبالغ بجر حزني ..!!
فـ إليكم .. ابتسامتي , حين نفيت من على وجهة الحقيقة لأطارد الرماد..!
إليكم صمتي , حين أذعنت لجبروتهم ومسحت طرف طهري
بكعب حذاء متسخ..!
إليكم حرائق وريدي حين عاش أسيراً للنـزف منذ ميلاده الأول , موهما قلبي
أن الـ 25 ربيعاً من أجمل أيامي..!

ذات يوم تمنيت أن أعلم سـر خشونة أنامل أحلامي حين تطوق عنقي ..
الآن : علمت سر سخرية أشعة البشر حولي ..!
ورب محمد لم أسرف بالحزن بل لم أحاول سوى تخطية ..
أعلم بأنني تساقطت قبل أواني ..!
وتفوهت بما لم يتفوه به أحد قبلي من نساء قبيلتي ..!
وحدي تعلمت كيف أسير على أطراف الشوك وأغني ..
هناك من يُسمح له بشق أنفاسه ببراعة دون أن يمرغ بوحل خطاياه ..!
وهناك من يلتقط بقايا من أنفاس جافه أخذ منها العفن ما لذ وطاب ..!

أيتها الشمس .. سأرسل لكـِ فستان عرسك ..
و بشراكِ لي غسق قريب , يهبني سحائب صبر..!

لم أشاء أن أبكي يا جدتي ..
فأنا مازلت أأبى أن ألقي بحتفي بأحضان قيود أكل أطرافها الصدأ ..
وردد غبار قوانينها , رؤوس خاوية , من كل شيء..!!
لذا أعدك أن أطفئ شمعة ميلادي بغير مدعوين سواي وذكراك ..
و أتمنى : أن لا يزورني الحزن لهذا العام..!








[ كَرْنَفَالُ الدمَاء..!



تُشِيِّر الْبَوصَلَةْ لِـ مَا بَعْد الاِكْتِفَاءُ بِكَثِير..!



طَفَقتْ الْلَحْظَةُ مِنْ مَخْدَرِها ..
تَسْتَنْجِد الـ عَفَاف عَلَى الضَّمَائِرْ الْمُثَخَنة بِالْخَطَايَا ..!
تَجُوبُ مَواطِنٌ قَاحِلَةٌ اِغْتَالَتْهَا شَهَقاتُ الْمَساء ..
تَنْبُش الأَجْفَان الْمُكَلَّلة بِالأَتْرِبَة ..!
وَتَدوي الأَرْجَاء بِقَرَعَاتٌ مِنْ أَنْكَر الأَصّوات..!
تَتهَاوى الأَجْسَاد ..
بِـ المُضْي نَحْو أَولُ خَيّطٌ لِلقَمْع ..
مِنْ أُفولِ الضّوء ..
المُتَمَلمِل بِخَدر ..!!


فِي هَجِير أَعْمَالَهُم الْمُقْفَرة ..
يُخَضِبونَ وَقْع خَطَواتُهم ..
وَلا يَأبَين أَنْ يَكُونُوا كَالْحِجَارَة ..
تُثْقِلُ عَاتِق رِئتَيَّ الأَرضْ ..!


بِمُعَانَقَة صَحَائِف خَيبَات مَكَاسِبَهُم ...!!
يُتْقِنُون هَدْر أَرْواحُهم ..
وَيُهَمْشُون , تَفَاصِيلُ آثَامِهم ..
سَاكِنِين دَنَاءة رَغَبَاتِهِم ..
مُتَلمِسِين جُلود شُرورِهِم بِلا عَباءة ..
مُبَعْثِرين رَمَاد مُسْتَقْبَلَهم ..
يُزَاحِمُون نُتوئاتِ أَيَامُهم الكَسِيحَة ..


الرِيَاحُ تَلْفِظ أُغْنِيَاتها ..
يَتمَايَلُون صَرعَى ..
تَحْت وَطَأة اِشْمِئزَازِهَا مِنهُم ..
يُخَبِئون بُذورَ المَعَاصِّي بِثِيَابِهم ..
وَ يَلْتَحَفُون غِطَاء : السُكْر غَايَـة تُبَرر رَسَائِلَهُم ..!


تَستَفِيقْ الصَرخَات عَلَى رُوحِ الوَأد ..
تُبَعْثَرُ الأنفَاس بِجسُورٍ مُتَكَسِرَة ..
مُعَلقَة الأضْرِحـَةَ عَلَى الأعْنَاقْ ..
تستَبشِر بِكَرنَفَال سََيّلٌ مِنْ الدِمَاء ..


نَمْقُت الثَوَانِي حِينْ تَمرُ مِنْ أَمَامُنَا هَادِئةٌ وَكَأنَها تَغْتَابُنا !
عَارٌ عَلَيّنا أَنْ نَعُود.............
............ لِلتُرَاب مُلَوَثِينْ ..!

[ رنين الوريد ..!





تُدَثرنِي ظِلالْ جُثمَان أَسكَرته جَرعَات الرَهبَة مِنْ الأشيَاء ..!
و تَغتَابُنِي شَهقَات جَسَدٌ ضَاقَتْ بِه الأَكْوان فَأقَام ـنِي مَملَكة مُبهَمة ..
يُراقصنِي بِفَوضَوية عَارمَة كَـ / زَوابع الرِيَاحْ ..
ويَأبَى مُكوثْ أَنفَاسِي بِدَاخِلي ..
دُونَ بَعثَرة ..
دُونَ تَجريِدُها مِني / لَه / أَمامِي !!
يُنْبئنِي ......
بأَننِي أَحدَ تِلكْ الوجُوه الْمَطمُوسَة الْمَشَاعِر ..!
يُنْبئنِي ......
بِأنْ الشَّوقْ اِستَوطَنْ تَلابِيب قَلبه عَنْ ذَلِكْ الْمَجهُول الْمُقِيمْ في أَعْمَاقِي ..
يُنْبئنِي ......
بِأننِي الْمَدِينَة الوَحِيدَة التِي اِمْتَلكَها ولَمْ يُتقِنْ الغَوصْ فِي سَبْر تَفَاصِيلُها..!
يُنْبئنِي ......
بِأننِي مُختَلِفَة / مُربِكَة / مَجنُونَة الأركَانْ ...!
و أَننِي ......
كَألسِنَة الْلَهبْ حِينْ تَبتَلِعْ الْجَلِيدْ ..!
وكَالجَلِيدْ أُجِيدْ إِزهَاقْ الأَرواحْ بِبَراعَة دُونْ مَوعِدٌ مُسبَقْ ..!
يُخبرنِي بِأَنَه يَتَمنَى سُقوطِي مِنْ أَعْلَى قِمَم الْخَوفْْ الْمُقَيَدة بِه رُوحِي ..!
و يُخبرنِي بِأنْ الانتِظَار قَدْ شَق قَلبه واِنتَزعْ مِنْ جَوفِه الحَياة ..!
وأَما عَنِي فَإنِي أُخبِره بِأنَه ..
يَهْوى سَذاجَتِي / بَراءتِي / وتِلكْ البَيّضاءْ المُقِيمَة بِدَاخِلِي ..!
أُخبره بِأنَه ..
يَهْوى جُنونْ صِدّقِي / و لَهفَة أَكُفِي / ووقِعْ نَغَماتِ خَطوتِي ..!
أُخبِره بِأنِي ..
أُرَدِده فِي تَفَاصِيلْ يَومِي ..
وأَمتَعِضْ مِنْ نَبِضَات وَرِيد كَانْ مُلكِي فَي عِدَاد الأَموات ..!
أُخبِره عَنِي وعَنْ عَجزِي و خَوفِي ..
مِنْ أَنْ أَطفُو عَلى السَّطْح حِينْ تُنتَزَعْ رِئَتَيَّ مِنِي ..!
أُخبِره ..
عَنْ مَضْمُون رَنِينْ لَعنَة زُرِعَت بِأحْشَائِي ..
وأَنْ الذَنب قَدْ يَطَال حَتى الأَبرِيَاء عَنِي..!
أُخبِره بِأَنِي ..
أَنْدَثِر تَحتْ وَطَأة هَفَوات نَشِيج بُكَائِي قُربْ السَّماء وحدِي ..
وعَنْ حَاجَتِي المَاسَة بِتَصدِيقْ اِبتِسَامَاتْ فُصول الْبِرْواز بِأنِي مَازِلتْ أُشبهُنِي ..!
وعَنِي بِأَني / كَثيراً مَا أَغوصْ بِقَالِبْ الزَّمَانْ المُر ..!
و أََفقدُنِي بِغَفلَة مُتَعَمدَة ظَناً بِأنْ الزَّمانْ سَيتَوقَفْ لِيَلفِظ أَنفَاسَه بِـاسْتِرَاحَة ..
قَد لا يَعنِيني كَم سَيَطُول أَمَدُهَا ..
بِقَدر أَنْ تَكُون أَول الأَبْواب للهَربْ ..
مِنْ المَصِير المُحَتم..!
سَأخبِره عَني ...
وكَيفْ أَضَعتْ اِتجَاه إِحسَاسِي
بِـ رَعشَة اِنتِظَاره قُربِي ..!