وأمطر الحزن حزنا أخر بأعماقي..!
هل يحق لي إجهاضه..؟
تمنيت أن أعلم مدى رغبة المواجع العميقة بالتوغـل بي أكثر !
لذا دون موعد مسبق زحفت باتجاهها ..
متناسية ألم رصاص مزق أكثر من نصف مساحة ما يقيم بين أضلعي ..!
نعم فـ ..لتلك الروح المقيمة بحروفي منفى من غيم يبكي , وصمت يضطجع
على لسان الحديث , وحـلم ولـد كبيراً ومات ذليلاً..!
بعد أن أحرقت معاصم أنفاسه أغلال سخرية ملتهبة..!
وإن لم يكن هكذا , سوى من وجهة نظر القبر وشاهدته..!
أحيانا : ألفظني بقلب الحروف وأحاول اجتياز تلك الشهقة المنبعثة من أعماقي..!
لا أنكر بأنني أتشظى وجعاً حين يعبر الحزن من بيني بتلك الترنيمة المميتة..
وإن كنت أصيب مسامعي بالصمم , وأحاول افتعال طقوس غريبة تشبهني ..
في تجاهـل الوجع ..!
أي لعبة أتقنها بالتجاهـل هي ليست بمرارة تلك الأرواح حين تلفظ أسمي ..
وتخر باكية صرعى أمامي تتوسلني حضن نسيان يدثرها, لتموت بثناياه
بعيداً جداً عن وجعي..!
منذ نعومة حزني خاطبت علب الرسم ..
ومع هذا برعت في ترك الصفحة بيضاء .. أو رمادية .!
أما الآن وقد بصقت الألوان على أظافري ..
رسمت مدن من دماء سوداء أغرقتني بأعلى مستويات الثمالة نزفاً..!
رسمت حزناً .. ودمعة .. وحرف تحت الجبال يتنفس..!
رسمت أنياب رذائل علقت على مشجب نهر..!
رسمت قيثارة ملامـح صوتي..!
ورسموني طائراً صغيراً على الغربة يغني أنشودة ..
كنت قد حلمت بها على الورق ..!
ربما حاولت أن لا أترك على الصفحات نحيب ..
لآثار خطوات الجمر الساخط على أكتافي , وفشلت ..!
فتصاعد على هضبة قلبي غباره ..
وصعقني بلحن نارٍ كئيب..!
تخالجني رغبة البكاء الممنوع الآن..!!
ممزقة الروح و الوريد , ورغم هذا كنت ومازلت..
أنثى من قطعة سكـر غير قابلة للذوبان..!
وبفعل غريب أحلت لدمية ..!!
رغم طقوس أنفاسي المنتظمة بترتيب حزني المنقوش
على جدران أقداري..!
نعم لا أنكر بأنني اختبئ..!
وكثيراً ما أقذف بي من أعلى آفاق الاعوجاع ..
لأخر ثغرات الاشمئزاز..!
آثمة نبضات وريدي..!
وإن كنت أومن أنها ليست سوى عمود قد دك من قطن..!
وهذا ما يفسر شوقي الدائم لـي مع كل شهقة ..
أعلم بأنني أسحق وجودي بذاتي ..
دون خطيئة مسبقة..
كما أعلم بأنني أقيم هناك , حيث مدن دمار صلبت أعرافها على صدر مستقبلي الباهت..!
هناك حيث جار الدهر علي بصب جم قبح نعيق أوتارهم بمدائن أفراحي..!
لحظة : إن كنتم تعتقدون أنني أبالغ بجر حزني ..!!
فـ إليكم .. ابتسامتي , حين نفيت من على وجهة الحقيقة لأطارد الرماد..!
إليكم صمتي , حين أذعنت لجبروتهم ومسحت طرف طهري
بكعب حذاء متسخ..!
إليكم حرائق وريدي حين عاش أسيراً للنـزف منذ ميلاده الأول , موهما قلبي
أن الـ 25 ربيعاً من أجمل أيامي..!
ذات يوم تمنيت أن أعلم سـر خشونة أنامل أحلامي حين تطوق عنقي ..
الآن : علمت سر سخرية أشعة البشر حولي ..!
ورب محمد لم أسرف بالحزن بل لم أحاول سوى تخطية ..
أعلم بأنني تساقطت قبل أواني ..!
وتفوهت بما لم يتفوه به أحد قبلي من نساء قبيلتي ..!
وحدي تعلمت كيف أسير على أطراف الشوك وأغني ..
هناك من يُسمح له بشق أنفاسه ببراعة دون أن يمرغ بوحل خطاياه ..!
وهناك من يلتقط بقايا من أنفاس جافه أخذ منها العفن ما لذ وطاب ..!
أيتها الشمس .. سأرسل لكـِ فستان عرسك ..
و بشراكِ لي غسق قريب , يهبني سحائب صبر..!
لم أشاء أن أبكي يا جدتي ..
فأنا مازلت أأبى أن ألقي بحتفي بأحضان قيود أكل أطرافها الصدأ ..
وردد غبار قوانينها , رؤوس خاوية , من كل شيء..!!
لذا أعدك أن أطفئ شمعة ميلادي بغير مدعوين سواي وذكراك ..
و أتمنى : أن لا يزورني الحزن لهذا العام..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق