الخميس، مارس 24، 2011

[ سَرِقـة..!







كَيف أَبحث عَنْ الأَشّياء الجَمِيلَة خَلفْ ذَاكِرَاتِي ..وَقَد سَبقْ لِي فِي مَا مَضَى مِنْ عَهدْ أَنْ تَركّتُهَا أَمَام أَسّوار الأَمَانِي صَارخةً بِها أَنْ اِرحَلي ..وَخَلفِينِي مَابَين تَنهِيدَتك شَيء مُبَالغ بِهوَمُستَحِيلْ !


كَيف أَسرِق العُمر مِن العُمر وأَنت لَم تَقِفْ مَكَانك يَوماً ..؟ وَكَيفْ أَكُف عَن الوَجَع فِي خَضم هَذا الأُوكّسِجِين المجزأ مَابَين مَاضٍ غَادر ..وأَمل لَم يأتِ ..أُنكر غِيابك .. أُنكِر حُضوركْ .. وَأُنكر هَيأتِي التي تَخلقت فِي وَجه تِمثال يُشبه حَائط مَائل عَلى قَلْبِي ..!


كَيف تُصبِح العَين ذَاكِرة مُؤقَتة لِلقاءات مُتكَررة , لَم تُسَجل فِي حِسَابات الأَقّدَار ؟ وكَيف تَنتفِضْ الأَمَانِي عَلى مَطفأة الأَيام ..؟ وَكَيف تَتنفَسْ دُخاناً وَ تُؤَجل مَا تَبقى لَديك مِن أَحلامْ .. كَيف تُدمِن الركض عَلى جِثَة الغَدّ .. ومَابين نَفسُكْ لِنَفسِك يَسخر مِنك ..أَنْ لَم تَكن تُؤَجل شيء ..وَلم تَكن تَتنفس إِلا دُخَاناً كَان ذَا رأفةً بِك مِن قَلبِه ..!



أُحَاولْ أَنْ أَتخطَاكْ دُونْ أَن أَعبر أَرصِفَة يَسكُنها عَويل الرِيحْ , وَضَجِيج الأضّلع المُنهَكة وشيء مِن رَائحتُك وَحُضورك .. وَلَكني : عَبرتُ قربكْ .. طَرَقت أَضلُعكْ .. وَبَكيت عَلى بَابِكْ .. وَتمنَيتْ أَن أُدَثرنِي بِصدرِكْ ..وَ بَعد أَن حَرمتُك عَلى رُوحِي .. خَانَّ قَلبي أَمانَتِي ..!


عَلمُونِي أَن سَرِقَة الأحلام مُحَرمة ..وَلَم يُعَلمُونَا معاً , أَنَّ الزُهِد بِها إِثم تَرتَكبه القُلوب حِين تَنمو خَلف المَسافَات الغَارِقَة بِالحنيِنْ والشَّوقْ والغِيّابْ..!



الجِراح لَم تُولد لِتصبحْ قَضِية مُستَـعصيٌ أَمرُهَا بَيننا.. هِي كَأن تَختار الشَّيء الأَقسى وَيعتَاد الآخر عَليه بِكُل حرقةِ قَلبْ !



مَوعُودون لصباحات مُثَخنة بِمخَالب الأَمس .. مَوعُودُون لمقَابِر صمتْ الأَحياء عَلى ضِفَافْ العِشّق .. مَوعُودون لِبكَاء الطُيور فِي صدورِنا ..مَوعُودُون لِوجَع يَهوى شُقوق قُلوبِنا .. ولا يِحتَمِل مَتَاهات الصَّبر بِنَا ..



سَخِيفَة تِلك الاِختِنَاقَات حِين تَدر بِسخاء عَلى سَنابل قَلبي .. وَ تُعيد عليّ مالا أنسى بأَنني : لا أُريد كَوكبْ يَخلو مِنكْ .. لا أريد عِطر يُرشدني لِغَيركْ .. لا أُريد وَطن أَنتمِي إليه سِواك ..عَبثاً أَتحدث عَن الأوطَان وأَنت مَساحَاتُها / و أَشّجارها ..يَاسمينها و هِضَابها و سُهولها و وِهادُها ..فَـ لَيت قَلبي لَم يَّكن بَلُورة الرِمَال التِي حَطت عَليها جِبالكْ !



فِي مُحَاولَة لِلغِنَاء بِصوتْ مُنخَفِض ..مُنخَفِض ..مُنخَفِض ..لا تَنزَعْ مِن عَينيك النَّوم وَتزرَعه بِـ أَجفَانِي .. فَمنذ رَأيتُك تَدس صُورَتكْ فِي قَلبي وَتُطَارِد النُجوم مَا عُدت أُؤمِن بِكْ !




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق