الأحد، مارس 27، 2011

[ .. أَحَادِيثْ الدِفء / المَسجُونَةْ ..]



- كَيف يُمطرُ الشِّتَاءْ فِي قُلوبنَا صّمْتاً , وَدِماءً بَيّضَاءْ..!؟



( 1 )


مَادُمنَا لا نمَلكْ الخَيّار فِي تَشكِيلْ الفُصولْ عَلى تَقَاسِيمْ مَلامحنَا ..
لَنْ نَملكْ الحَقْ لِنَحمل مِظَلاتْ لـ إِسّقَاطَاتْ الوَقتْ عَلى أَرواحُنَا ..
فَإنْ أَمطَرتْ الأَشّيَاء بَرداً حَولَنا ..
فَلنْ تَخلُق أَنامِلَنا ..
مَعاطِفْ دِفئ تُظَاهِي عِنَاقْ قُلوبنا لَحْظَة اِنتِشَاء ..
وَإِنْ أَمْطَرَ الحَنِينْ حَاجَةً لِرَائِحَةَ عِطْرَهُمْ ..
فَلنْ نَملكْ مِنْ الذِكْرى مَا يملأ الرِئَة نِسّيَاناً لَهُمْ ..
وَإِنْ مَضى الوَقتْ ...
فَلَنْ يَمْضِي عَلْى مَعَاصِمْ أَروَاحُنَا سِوى بِاتِجَاه مُعَاكِسْ ..
وَسَنظَل بِبَراءة الحُزنْ العَتِيقْ , نَبحَثْ ..
عَنْ شَّيء مَازَالَ مَنسِياً مِنْ رُكَامْ الحَاضِر الذِيْ نَعِيشْ ..
عَبثاً سَنُواصِلْ البَحثَ عَنْ صّوتْ الضَحِكَاتْ المَاضِيةْ ..
المُمتَلِئة رَغبَة أَنْ نُخفِي شَيءً مِنْ تَفَاصِيلْ البُكاء عَلى أَمَانِينَا..! 








- عِنْدَمَا نَسْقُط عَلَى وُجُوْهِنَا , هَل سَنَجِد مِن يَتَلقَفْنا بـ مَسَاحَة أَضْلُعُه الْطَّاهِرَة ؟



( 2 )


لَا فَرْق أَن يَكْتَسِي الْجَمِيْع رِدَاء الْنَّقَاء ..
وَلَا فَرْق أَن يُصْبِح الْجَمِيْع عَكَس هَذَا بِمَنْظُور الْفُؤَاد الْمُلَطَّخ بِالْجِرَاحَات ..
الْمَسْأَلَة هِي مَسْأَلَة أَوْجَاع مُتَرَاكِمَة , حِيْن تُحَاوِل تَخَطِّيهَا ..
تَزْدَاد تَفَاقُمِا وَامْتِلَاء ..
لَا شَيْء يَشُوْب صَوْت صُرَاخ الْسَّمَاء بِنَا ..
فِي أَن لَا نَمْضِي لِأَي الْطُّرُق ..
وَإِن كَانَت الْآَمَال بِالْنَّتَائِج فِتْنَة ضَوْء ..
فَقَد نُخْطِئ بِسَكْب مَزِيْج الْضَّوْء بِالْأَمَانِي ..
فَنَبْقَى ..
وَنَفْقِد الْبَصَر فِي قَرَار أَنْفُسَنَا..!
إِذَن لَاشَيْء سَيَحْمِل الْأَرْض أَن تَصْعَد لِلْسَّمَاء ..
وَلَا شَيْء سَيَجْعَل الْسَّمَاء تَسْقُط مِن عُلُوِّهَا لِأَجْلِهِم .!
لِأَجْل هَذَا وَذَاك ..
سَنَحْتَاج أَن نَتَشَبَّث بْكِيَانِنا لِكَي لَا نُسْقِط مُنْكَبِّين عَلَى أَحْلَامِنَا ..
حَقِيْقَة : أَنَّنَا لَم نَكُن نَتْلُو آَيَات الْخِذْلان ..
وَإِلَّا لَمَا وَضَعْنَا أَحْلَامُنَا فِي كَفَن ..
مُتَجَاهِلِيْن حَاجَتَهَا لِلأكسِجَين كـ نَحْن..!
فَلَا تَسْقُط مِنْكَبَّا عَلَى أَحْلَامِك ..
تَنْفُض مَا عَلَق بِهَا مِمَّا خَلَّفْتُه خُطُوَاتِهِم ..! 








- عِنَدَمّا بَكَت الْسَّمَاء حَاجَة / لِّمَا كَان..!



( 3 )

كَصَفْحَة الْمَاء ..
حِيْن تَزْدَاد تَجَهُّما , وَمَرَارَة ..
دُوْن أَن يَعِي الْنَّاظِر رَغَّبْتَهَا الْعَارِمَة بِشَيْء مِن طُهْر الْطُفُوْلَة ..
شَيْء , مِن رَبِيْع الْأُمْنِيَات , شَيْء مِن أَغَانِي الْفَرَح وَالْعِيْد ..
أَيُّهَا الْمُرْتَقِب سَنَاء ضَوْء الْصُّوَر الْمَاضِيَة ..
لَم تَكُن الرَّغْبَة سِوَى مَن وَتَيّن الْحَاضِر الْمُغَبَّر بِالخَيِّبَات ..!
أَيُّهَا الْمُرْتَقِب لِلْنِّسْيَان مِن عَلَى بُعْد قَرِيْب مِن الْخِذْلان ..
كَم يَبْدُو الْعَالَم غَرِيْب قُرْبِك ..
كَم يَبْدُو الْعَالَم غَرِيْب / تَخْنُقُه الرَّغْبَة ..
بِتَجَرُّع الْفَرَح وَإِن كَان فِي فُصُوْلِه الْأُوْلَى مِن حَيَاتِه ..
فَصَوَّلِه الْأُوْلَى !!
فَصَوَّلِه الْأُوْلَى !!
تِلْك الَّتِي لَم يُخَالِطْهَا الْمَوْت بَعْد ..!
لَم يُشْوِه الْمَوْت شَيْء مِن تَقَاسِيْمَهُا عَلَى الْشِّفَاه ..!
فَقَط دَعْنِي أَخُبِرُك ..
أَن الْصَّوْت سَيَبْقَى أَن لَا تُغْرِق ..
رَغْم أَن الْرُّؤَى أَسْفَرَت مُسْبَقَا ..
حَجْم جَحِيْم الْضَّيَاع , مَا بَيْنَك وَبَيْن حَاضِرِك الْقَائِم.! 











- هِي الْأَحْلَام تُمْطِر دُخَانا ..!



( 4)


لِنَعُد عَلَى بُعْد خُطُوَات مِن الْحُلْم ..
وَلْنَنْظُر لِجَمِيْع تَفَاصِيْل الَّتِي قَد نَسَجْت مِن الْحَيَاة كَوْكَب آَخَر لِأَجْلِهِم..
لِنَنْظُر بَعْد أَن نُحَاوِل إِزَالَة سَحَابَة الْوَهْم الْمُتَنَاثِرَة ..
أَلَا تَبْدُو أَحْلَامُنَا وَنَحْن مُحْتّرُّقي الْأَطْرَاف / مُشَوَّهَيْن الْوَفَاء ؟
عَبَثَا سَتُحَاوِل أَن تَصْنَع مِن احْتِقَان الدَّمْع فِي أَحْلَامِك صَرْحَا تُحَاوِل إِنْقَاذُه ..!
الْعُمْر نَعَيْشُه مَرَّه وَاحِدَه وَنَمَوْت مِرَارَا لِأَجْلِه ..
أَي كَان فـ لُأَبْوَاب الْخِيَانَات اتِّجَاهَات كَثِيْرَة ..
و أَكْثُرُهَا قُرْبَا وَأَشَدُّهَا مَوْتَا ..
تِلْك الَّتِي تَأْتِي مِمَّن عَقَدْنَا كَوْكَب الْأَحْلَام وَالْأَفْرَاح مَعَهُم / وَلَهُم ..
فـ لِأَجْلِك!
تُوَقِّع أَن تَكُوْن نَهَايَة كُل حَب كَبِيْر / كَذَّب مُتَعَمَّد !
وَنِهَايَة كُل انْتِظَار مُبَلَّل بِالْحَنِيْن / خِيَانَة مُلَطَّخَة بِالسُّخْرِيَة ..! 








- كـ سُؤَال يَلِيْه سُؤَال ..!



( 5)


بَعْض النِّهَايَات تَسْبِق الْبِدَايَة ..
فَلَا ضَيْر مِن انْتِهَاء الْحَكَايَا ..
وَلَكِن .. مَاذَا لَو أَتَت الْأَجْوِبَة لِكُل الْتَّسَاؤُلَات / أَسْئِلَة .!
مِن سَيَقْتَنِع بِأَن الْمَدَى قَد ضَاق رَغْم اتِّسَاع نَظْرِتَه بِالْأَمْس ..؟
أَمَر مُثِيْر لِلّاخْتِنَاق ..
أَن تَنْتَهِي الْحَكَايَا / بِلَا نُقْطَة ابْتِدَاء ..
وَأَن تَنْتَهِي الْحَكَايَا / لَيُسْدَل سَتّار الْفَقْد مُخَضَّبا بِالْدُّمُوْع ..! 









- حين تقودنا الجراح إلى الـ " منفى " ..!



( 6)


لَا يَنْقَضِي الْوَجَع إِن قَضَمْنا أَظَافِرة بَعْد أَن يَخَدشّنا ,
فَإِن أَتَت الْجَرَّاح مُتَشَابِهَة ..
فَلَا الْقُلُوْب تَتَشَابَه ..
وَلَا الْنَّزْف يَأْتِي بِنَفْس الْقَدْر ..
وَلِكُل مِنَّا طَرِيّقْتَه الْخَاصَّة فِي الْبُكَاء ..
فَفِي كُل جُرْح , نَفْقِد أَشْيَاء كَثِيْرَة , جَدَّا ..
وَعَلَى الْأَغْلَب الْأَجْمَل مِمْا يَسْكُنُنَا ..
مَع الْجُرْح , لَا يَنْفَع إِبْتِياع الْصَّبْر ,
وَلَا تَخَزِيْنَنا الْدَّائِم لَه لِأَن يَنْمُو , لِيُجَابِه كُل " مَنْفَى " يَقُوْدُنَا إِلَيْه أَحْبَّائِنَا ..
اكْتُشِفَت مُؤَخَّرَا , الْصَّبْر : لَا يَظْل عَلَى قَائِمَة الْنَّمُو ..
لِهَذَا تُرْتَكَب أَجْسَادِنَا وَقُلُوْبُنَا أَمَر " الْشَّيْخُوْخَة " قَبْل الْأَوَان ..! 






- قَلْب مُدْرَج عَلَى قَائِمَة الْصَّدَمَات ..!


( 7 )


صَفْعَة انُسَى تَأْتِي دَائِمَا بِشَكْل يَلِيْق بِمَا نَكْتَسِب مِن الْحَيَاة مِن أَحْزَان ..
صَدَقَني الْأَقْدَار تُمْطِر دَائِمَا عَلَيْنَا مُفَاجَآت وَتُغْرِقُنَا ..
أَحْيَانا : تَهْدِيَنَا الْمَوْت ..
وَأَحْيَانا : تَهْدِيَنَا الْفَرَح ..
وَأَحْيَانا : لَا يَبْقَى فِي الْرُّوْح شَيْء لِتَلَقِّي الْصَّدَمَات ..!
كُل مَا حَدَث فِي عُمْرِنَا كَفِيْل بِنَحْت الْقُوَّة بِأَجْسَادِنَا ..
كَفِيْل بِكُل شَيْء حَتَّى إِعَادَة عُجِنّنا وتَشْكِيْلْنا مِن جَدِيْد ..
دَعْنَا نُغْلِق الْحِكَايَة يَا صَدِيْقِي وَلْنَبْدَأ بِرَصْف الْأُمْنِيَات بَعِيْدَا ... بَعِيْدَا ... جِدَاً ... قُرْب الْنُّجُوْم .








- لَا .. صَبآح..!


( 8)


مُمَزَقُون ..
وَتركَلَِنا أَبْوَاب الْحَيَاة ..
مِن فُوَّهَة الْحُزْن الْمُقِيم عَلَى تَجَاعِيِّدْنا ..
نَشِق خَارِطَة الْصَّبْر ..
بـ انْحِنَاءَة ..
وبِتَفاصِيل مَيْتَة عَلَى رَصِيْف الْأَمَانِي ..
نَغَص بِالْآَه ..
نَحْسُب عَدَد انْكِسَارَنَا ..
و .. خَيْبَاتِنَا ..
وَعَدَد الْلَّيَالِي الَّتِي سِرْنَا بِهَا وَحْدَنَا..
وَالَّتِي سَهِرْنَا بِهَا مَع رَائِحَة غِيَابَهُم .. نْضَم مُنَادِيلَهُم ..
و نُغَنِّي ..
لـ " بِرْوَاز " قَضْم الْزَّمَان اسِتْقَامَتِه , وَأَشْبَعَه بُكَاء..!








- نعيد الحسابات بشكل مغاير لـ اتجاه مسيرة الوقت ..!


( 9)

حين لا نتحامل على الوجع ..
فـ في أي زاوية من القلب
نخبئ أحزاننا ..
قبل ذرفها مطولاً ..
وإن كانت الأشد إيلاماً ..
حين أتت من الأقربون ..
ولم نستطع / مسايرة ذرفها
أنسلم وجهتنا لبكاء اللحظة
دون نزاعاً / أو ضجراً ..؟
أم نترك شيء منا ..
بعيداً جداً .. " عنا " !
و لا نخوض أحاديث تجبرنا على
إعادة قضم الوجع ,
لأنهم الأشد حباً لنا / والأكثر معرفة بنا ..
كيف ننسى ..
أنهم عبثوا بالورد ونزعوا أشواكه في الطرقات الممهدة لنا ..!!









- لَيسْ كل مايلمعْ ذهباً ..!


( 10)

لَو أَنَّه وَجَب عَلَيْنَا قَضَاء الْعُمْر بَشْعُوُر وَاحِد لِمَا وُلِدْنَا بِهَذَا الِاخْتِلَاف أَبَدا ..
أَيَقْتَضِي بِنَا أَن نُحِب ذَات الْأَشْخَاص بِالْقَدَر نَفْسِه وَنُحَاسَب بِالْقَدَر نَفْسِه ..
وَلَا نَفْتَح بَصَائِر أَذْهَانَنَا عَلَى أَنَّنَا نَمْلِك عَدَد مَن الْأَصَابِع وَخَمْس حَوَاس ..
وَلِكُل وَاحِدَة مِنْهَا شَكْلِهَا وَوُجُوْدُهَا الْمُخْتَلِف عَن سَابِقَتِهَا , مَاذَا عَن الْقَلْب وَالْنَبْض وَالْرُّوْح ..
لِمَاذَا نُقْحِم أَنْفُسَنَا بِمَدَارَات الْوَجَع وَالْبُكَاء وَالْأَلَم مَادُمْنَا نَثِق تَمَامَا بِأَن الْرُّؤْيـة لَيْسَت مُتَشَابِهَه ..!
لِمَاذَا نُوَجِّه الْدِّفِة لِلْخِذْلَان وَالْخِيَانَة وَنَحْن نُدْرِك أَن كُل مَا فِي الْأَمْر أَنَّنَا خَلَقْنَا بِقُلُوْب مُخْتَلِفَة وّمَشّاعِر مُخْتَلِفَة ..
أَرْجُوْكُم أَدْرَكُوَا : لَيْس كُل مَا يَلْمَع ذَهَبَا وَلَيْس كُل الرِجَال الذين نُوَاجِهُهم أَحباءْ القَلْب !








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق