الأحد، سبتمبر 22، 2013

قلبي : الشارع المهجور !








لا أبجدية في فمي , سوى أغنية وجع قديمة رافقت ليلنا الموشوم بالحنين لغرباء المدينة الذين لم يعبروا بعد حول أقواس أمنياتنا .. هنا خلف الشارع المهجور عيون تبكي تسأل المارقين حزمة صبر تربط بها أضلعها البائسة ..هنا خلف الشارع المهجور قضية غياب وشوق ..هنا خلف الشارع المهجور صراخ ذاكرة وجسد أصابه الموت ..
هنا خلف الشارع المهجور نافذة تعج بالرسائل الغارقة في عداد الأيام ..
فـ اِسأل رسائلگ التي بكيت على صدرها ، حين لم يشفع لي القدر أن أترك دمعي على صدرك ، ولم يعطف هذا العمر بالحب البادي على ملامحي .. لا تنتقد ضعفي وبعدي ورحيلي بينما يقتص مني كل حرف تكتبه بالسوء في غياب قلبي ، أحبك ولأنها كانت كبيرة وعميقة حد أن صوتي يأتي بها محملا بالنشيج والخوف خبأتها عن قلبك تركتها تحرق قلبي الضعيف المسمى بـ اسمك ، أنا ورغم هذا الوجع كله يا سيد نبضي أكتب إليك دون أن يرشدك شيء لظلي ، أكتب وإن كانت رسائلي ستقف أمام صفوف الغرباء المرتجين من الحياة اِلتفافته فرح ، أكتب لأنك النبض والدم والروح والتفاصيل الصغيرة في ابتسامتي ، أكتب لأني أشعر بك جدا وأحبك جدا ..فـ كيف لي أن أحكِ عن الطوق الذي قيد قلبي ؟ كيف لي أن أرفع صوتي للسماء بأن تهبي إياه بعيدا عن حزن هذه المدينة وفسقها المختبئ خلف رداء الليل ؟ كيف لي أن أناشد الساعات من صدره لحظة عناق أغسلني بها من شوائب الحب الماضي ؟ كيف لي أن ألقي بحنجرتي تحت أقدام الذاكرة وأتجاهل اسمه كل ما مر خريف حزن على دمي ؛ ودمي هذا الذي قد ذاب بين شفتيه حين علق هذه الـ - أحبكِ - في أذني ، كيف أنسى هذا الاحتواء القصير البعيد الممتلئ بـ الأسى والحاجة لصمت الدنيا ، وتلك الأغنية التي جفت في قلبي ، يا الله كم من وجع أحمل ويحملني وكم من شقوق صبر أكلت أطراف عيني ، أحتاج صدرك ، أحتاج قلبك ، أحتاج عطرك ، أحتاج قميصك ، بعد أن أصبحت الحلم الذي تلون بالسر أحتاجك ، وبعد أن أصبحت الأمنية التي أخذت كل ملامحي أحتاجك ..
بهذه الثانية أكتسب من كل مدن الخذلان قلب ، لأنني الطرف الأقوى في الوجع ، ولأن صوتي المقتول اِنتهى به الحديث دون أن يصلك ! بحق ما تبقى من بكاء طوقني بكل ما أوتي الليل من غربة في صدري .. طوقني أزح عن صدري حكاياته الكثيرة المتوجة بك .. أو لك أن تشاركني بها ، لنتوج الفرح بها ولننسى أننا في يوم لن نتوحد بتلك الشفافية التي أرانا بها في منامي ..
مكتظ قلبي بك حتى النبضات أفلت عني انساقت لـ حيث أنت الآن تبكي أحضان صدرك لسرير لم يكتبه الله بيننا ..
قبل أن أنهي حديثي إليك ، عانقني اِحتوي هذا الضعف في قلبي ، وكن لي / لي وحدي .. كما أحب ، كما أحلم ، كما أتمنى ..
.


.

.


ها أنا أصمت ، أصمت طويلا و أتنفسك قبل أن أعود للحديث معك ، قربك يملؤني الفرح ، الخجل ، والحياة ولو آن لك أن تنظر لهذا القلب فـ اِفعل و اِشهد على اِرتباكه ورجفة أوردته ، ولو آن لك أن تضع رأسك على قلبي لتستمع للوطن الذي أصبحت كل سكانه فـ اِفعل ، لو كان لك أن تعود للحديث إلي فـ أترك قلبك يجيب عما استمع و رأى ..

 يا سيد دمي : لا حاجة لي بالأرض وكل هذه المساحات لا حاجة لي بزاويتي ، بمكتبي بغرفتي بسريري لا حاجة لي بشيء من هذا الكون سوى مساحة صغيرة / صغيرة جدا تكفي لعناق جسدين حد الذوبان في أوكسجين فرح لا يشعر به سوى قلبينا !





ياريت إنت وأنا بالبيت *









الأرض الكبيرة التي لم تجمع بيننا ..
الليالي الطويلة التي لم ترافق حكاياتنا ..
أضلعنا الوحيدة ، انكسار الحنين على أهدابنا ..
صوتنا المرهون للبكاء ، وأمنية الفجر من جذع الغيم ..
اِنحناءة القلب .. شرفاته و أعشاش عصافيره ..
المقعد الخشبي والشهيق المختبئ ..
القرار المهزوم والنبضة المعلقة بسقف الضلع ..
الساعة المتدثرة بمعطف ذاكرتك والأيام التائهة بشوارع الوحدة ..
أنت ..
أنا ..
وزحمة هذا الكون حولنا في شجار أحمق لتتجاوز الدقيقة التي تهز وجداننا شوقا عل هذه المسافة تلين وتأخذنا إلينا لأمنياتنا البيضاء ، لأول عناق لا يسمح للكون أن يراه ولا يسمح للوقت أن ينهيه ..






  البقاء قربك هو كل أحلامي ولو أن قدري بيدي ما اخترت سوى أن أختبئ في قلبك وتحكم علي أضلعك في عناق لا أعود منه أبدا !