الثلاثاء، مارس 15، 2011

كُل هَذَا الحُزنَ لـِي 18





لا أعلم لما رغبت في الكتابة لك , وليس لي من أمر البدايات شيء , فلطالما تعثرت كثيراً قبل محاولاتي وأثناء ارتقائي سُلم الأمور !
عزيزي ..
لطالما أيقنت أن الكتابة لك لن يكون أمرها سهلٌ أبداً وها أنا أتحقق من هذا الآن , هي رغبة غريبة جداً أن أكتب لك كما لو أن أمري يعني لك شيء !!
أشد ما يؤلمني أنني أعلم هذا , وأتقن الكذب على أوردتي , فيهلل عطر شراييني بقدومك فرحاً , ولا تلبث أن تحط كحمامات الخيبة على جميع أجزائي حين تتركني كأحد الأمور الغريبة جداً عنك !!! أمر المواساة لا يعني شيء حين أنخرط وجميع لحظاتي في بكاء مرير .. يشبه ذلك الذي نذرفه بعد كل فقد ...!
أكتب لك من تلك الرغبة المنهكة بداخلي بالإحساس بك , جميع الأشياء المحيطة بي هي ما تملي علي تحركات قلبي الآن ..
خوفاً من أن أطلق ذلك الصمت الأبيض المقيم بداخلي..
ذلك القناع الذي لم أجد سوى ترميم ثغراته المتهالكة ..
ليبدوا في كل لقاء بيننا أنقى , لا يشوبه شيء !
هناك أمور نرتكبها دون إدراك منا , فيحملها القلب كحقيقة ليس خلفها ولا أمامها سوى الصدق !
كان سير قلبي نحوك دون مقدمات سوى منك , أمرٌ مخجل جداً لأنثى ممتلئة بالماء والنار مثلي , هي حقيقةٌ أنني لم أتعمد أن أسكنك ثنايا وجداني , ولم أستطيع المرور دون أن أعترف فيما بيني أنك تعني جميع الأشياء الجميلة التي لم تخلق في حياتي بعد , ربما لم أتعلم الوصول إليك , ولكن ذلك كل ما أتمناه أن أصل إليك كما أنا دون مغالاة بي , لتشعر وجودي في جميع أجزاؤك كما أشعر بك أنا ..
أنا لا أنكر خوفي مني ومن النبضات المشيرة إليك في كل حزن وفرح , ولكنك تعلم مثلي جيداً أن هناك خرائط نؤمن جميعنا بوجودها ولكن لا نلمس منها سوى الخيط الدقيق من العذابات , شأنها كشأن الحروف حين نعود إليها كثيراً رغم أنها لا تمت لنا سوى بمعرفة لتلك الأنفاس المقيمة بأعماقها ..
عزيزي ..
بعض الذكريات تسحقنا في قالب الوقت , فنستبشر الحزن بديلاً للفرح , والموت بدلاً للحياة , أما عن الوفاء / فهو ليس عوضاً إلا عن الشوق , فنعيش تلك الازدواجية في الشعور رغم أنوفنا , لا نستلذها أبداً ولكنها أصبحت كالقوت لبقية اللحظات بداخلنا ..
ربما تكون تعلم عن ذلك الألم الكامن حول حدقات الوريد , حين لا تستطيع إسكات ذلك الإحساس بوجودهم على مقربة منك ؟
ولا إيقاف تلك التساؤلات المقيتة لماذا خلقت ومن تحب غرباء ؟

الآن أكثر من أي وقت أتسأل لما أصبحت مني بمنزلة الروح ؟
أيعقل أن أحبك لإحساسي العميق بك ؟ أم لأنك كل الأشياء التي تمنيت أن تحتويها جميع لحظاتي ؟
لا علم لي فأنا على قدر تلك الضوضاء بداخلي , لم أفقه كيفية إظهارها دون أن أجرح تلك القلوب التي أبكيتها لأجلك .
لا تزم شفاهك عند قراءتي الآن , فقط استمع لحديثي المجنون بهدوء , وإن لم تكن ترغب في معرفة إحساسي بك ..
غادر عبثية ثرثرتي دون أن تلتفت لحرف مما قيل ..
لا تقلق سأبتسم كثيراً ..
فحبي لك كذبة أصبحت أثق في صدقها ..
و وفائي لم يكن يوماً إلا بك / و لك ..
دون أن تدرك من هذا الأمر شيء .





رسم المساء نصف ملامحك ..
كيف لي أن لا أحزن وأنت اختصرت
كل الأفراح إليك بدمعة !




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق