لا تحزن رفيقي ، فحزنك أول أسباب شلل أصابعي وقلبي عن الكتابة ، أتخبط بين تضاد هذا الواقع المر بيننا ، أتمنى أن أصبح طيرا وأحط على قلبك وأقرأ السلام على دمك , لأجلك يا رفيقي أضم هذا الفجر باكية وأقتص من هذا البعد بابتسامتي .. لاتحزن ، لا تحزن .. فـ لأجل ألمك يجف الوقت في عمري وأبكي .
يا وطني ! يا من نشأت كلماتي تحت ظل قلبه و ضم خوفي واحتواني كوطن أول فتحت عيناي على دفئه ولم يخذلني ، انثاك كسرتها الغربة والتسؤل في عداد الأيام الماضية عن صورة تجمعنا معا وما وجدت إلا فراغ باكي أفزعني !
+ ما كان يحق لكل هذا الحزن أن يمزق صورنا ، أن يشتتنا أن ينثني بثقله ويسحق أنفاسنا .
يتراءى لي وهج قلبك فأستدل منه طريقي ، أذكرك في هذا الغياب الممتلىء بكل تفاصيل الوقت بك ، يربطني إثم الصمت والبعد بحبك أكثر وإن كنت الممنوعة عنك ، يعيدني الفرح و ألم قلبي وكل هذا الحزن إليك بهدوء و دون أن تشعر أني حولك .. أنتهى في موجة بكاء يعلمها الله و لا أستطيع أن أمسك قلبي عن الصراخ بإسمك .
°• < < الورقة الأولى من الرسالة . . . . . . . . . مفقودة !
يوما ستضع النقطة الأخيرة لي في قلبك ، وستصفع الباب خلفك ! لن تلتفت للبكاء الذي سينهمر غزيرا ، ستظن أني أقلب دفاتري وأنتقي من مكتبتي كتاب شعر لأبدأ بحب وهمي ، ستكمل مسيرك نحو الحياة والأصدقاء والكلمات وستمحو كل أثر قديم تركته على أوراقك بعطري ، سترى الهواء ستمسك به حتما ستخبئه في صدرك وتهزأ من كل من يشكوا عقدة نقص الأوكسجين على الأرض .. ستضم صغار العصافير ، وتقلب قطع السكر في فنجان قهوتك طويلا .. ولن تلمسه شفاهك ، ستكتفي بالنظر إليه والسخرية أن أصبح كالجليد وأنت بكامل قواك الشعورية تجاه العالم من حولك ، لن تلتفت " لعصير البرتقال " حين تتوقف لتبتاع حاجيات منزلك ، لن يعنيك أمر الجيب الأيسر تجاة قلبك ، حين يمتلئ بالأوراق للحسابات وقلم يعد شيئا من هيبة ستصنعها حولك ، لن يعني لك الليل سوى السلام من عراك يوم عادي مكرر في عمرك ، لن تذكر الفتاة التي تختبئ تحت لحافها خوفا من ظلام الليل والبشر ، ستنسى تلك التي ألقت بجهازها الالكتروني الأقرب منذ نصف عام لدى أحد صديقاتها لتهجر العالم الافتراضي لكي لا تؤذيك أكثر ، ستنسى تلك الفتاة التي أخبرتك يوما بأنها تكره الليل لأنه يسرقك لحياة أخرى والتي لم تنم به يوما وأنت في قلبها خوفا من أن يطل الصباح دون أن تقول لها به صباحك حياة صباحك سكر صباحك أنا .
+ رفيقي الذي سينساني يوما ما :
مكسورة وأجاهد الحياة عمرا يعيد لي الفرح الذي لم أعشه يوما إلا معك ..
هذا البعد لم ينبت في قلبي سوى الحرائق والأوجاع ، لكن قلبي اِعتاد على هذا البكاء ..
لا أعلم لما لازلت آتي إلى هنا لأكتب رسائلي دون أن أكملها ، أعلم بأنك عندما تقرأني هنا تدرك أن في قلبي الكثير من الكلام والبكاء والخوف ، وأعلم بأنك أكثر خلق الله يعلم أن الكتابة عن وجعي تعجزني وتحني استقامتي ..
رفيقي العزيز جدا وإن نسيت وصفعت الباب خلفك وخضت الحياة التي أوصيتك بها يوما في أحد رسائلي ( لاتظن بأني سألتفت للحياة أبدا ..... وسأخبئك في دمي )
رغم كل الضياع الذي يلفني تسري رجفة في صدري لأني أعلم جيدا بأنك ستأتي وتقرأ رسالتي / فضمني قبل كل شيء .
سأخبرك أولا أخترت أن أكتب الآن لأن الصباح وحده الشاهد على كل العصافير التي تركت أغصانها وحلقت حول الوقت الذي قضيناه معا ، اِخترت الصباح لأنه الرفيق السري بيننا ، اخترت أن أكتب لك الآن رغم أن الصباح لم يعد كسابقه منذ افترقنا ومنذ تجمدت العروق في أصابعي ومنذ أصبحت العصافير تصمت ويعلو صوت مدافع الحدود وطائرات الأباتشي ..
لا عليك في قلبي أيضا مدن كبيرة تتقاتل تسفك الدماء دون معاهدة صلح ، تهد أسوار الصبر وتريق دماء اليأس ، ملطخة أنا بأمنيات عاجزة تختبئ خلف أضلعي وتخجل أن تظهر على ملامحي ..
+ رفيقي العزيز جدا :
لا أخفيك أنا في صف الحاضر ضد الماضي ، أحاول أن أجتاز كل المصائب التي أوقعت نفسي بها ببراءة..
سأخبرك لم أكن أدرك أن لحظات الفرح ندفع ثمنها مراراً بشتى أنواع الاذلال ، لا تعجب أمر حديثي الآن سأخبرك و " لا تحزن " أنت لي الحاضر الذي أقف بصفه أستقيم وأرفع قامة الانكسار ، أنظر للحياة من ضوء أصابعك ، أشعر الأرض دون خطايا في صدرك فقط ..
أشعر الحياة بك ، ويبكيني أمر أني جعلتك بهذا البؤس ، أرجوك رفيقي إن كان في قلبي قطعة فرح خذ قلبي و اِبتسم ولا تتوقف عن الحياة ، لا تعتزل الساعات وتجامل من حولك ، لاتبكي وحيدا بداخل سيارتك أرجوك ، لا تخفي برد أصابعك بتقليب كلمات كنت قد كتبتها في ملاحظات هاتفك ، لا تنشغل بالأوراق على مكتبك ..
لا تتناسى نفسك فهذا الأمر يؤلمني كثيرا ..
سأخبرك وإن كنت تعلم بأنك تعيش داخلي تنمو وتتكاثر رغم أنف المسافة والعقد الكثيرة التي صنعتها ألقابنا .. أنا أستمد منك الحياة .. فكن في الحياة وخذني إليها معك .
لو أن هذا العالم يشبهك حقا ، وأتجرد من كل هم وخطيئة أصابتني لفعلت وتركت رداء الصبر الذي أنهك روحي ، لمضيت دون كل الانكسارات وخطوات الخوف ، لأمسكت الهواء بيدي وخبأته في جيوب صدري وراقصتك ، لو أن العالم يشبهك لمددت يدي كجناحين وحلقت لعانقت السماء وضممت الغيمة الوحيدة الباكية بعد حكايتنا ، لو أن العالم يشبهك لتركت كل لحظات الفرح السابقة وتوحدت بـ اِبتسامتك واِبتسمت . .
لو أن العالم يشبهك لصدقت حكايا الأطفال لكتبت أمنياتي خلف النافذة واِنتظرتك .. ..
لا أعلم حقا متى سألتفت للصباح والحياة دون أن يرتجف شيء ما في دمي رهبة من أي لحظة قادمة ..
- محبطة وبين كفي أسرار كثيرة تمنيت في لحظة صدق بأني لا أحمل شيء منها ..
- موجوعة بقدر الدمع الذي عشناه في وحدتنا ، وخائفة بقدر ماوضعت يدك على قلبك و ترنمت بحزنك ..
أخبرتك بأني هشه جدا وكل محاولات الصمود والقوة التي أدعيها تختفي حالما أحتضن وسادتي لينهال اليوم بطول ساعاته ومواقفه الكثيرة على رأسي ..
كم تمنيت أن أغلق عيني بشده لأجدني قد اِختبأت في قلبك وضممتني إليك دون أن يشعر هذا الكون دون أن يخطفني شيء لمواجعي وأحزني ..
+ سامحني رفيقي لأني وقبل كل اِبتسامة عشناها معا تركت باب خذلانهم مشرعا ، أردت لأرواح لوثتني أن تختفي أو أن تموت ببساطة ، ليس لأني سيئة والله لكن بعض البشر ما كان يستحق أن يلتقي بنا أو أن يصافح يدنا ..