الجمعة، سبتمبر 11، 2015

+ خذني للموت .



اليوم الجمعة ؛ معاكسة كل الحزن بداخلي منك بدأت أول ساعات هذا اليوم بقراءة سورة الكهف مرتين عنك وعني , أردتها أن تصلك رغم عميق الفجوة التي اِتسعت بيننا , لتخلف في قلبي دمار وبكاء دائم حين أتعمد حرق تفاصيلنا وأشهد النسيان عليها لكي لا يبقى منك شيء بي , لكني أفشل وأراك في كل الأشياء حولي تنتفض في كل قسم يأتي من خاطري وإن لم تشهده , لا أعلم إن كان قلبك ينبئك بعزمي على صفع قلبي وحنيني وضعفي نحوك وتمزيق كل الصور التي تأتي بك وسط أحاديثهم / بداخل أعينهم / في رقصاتهم وفي سعيي الدائم للنسيان وموتي ..



تعال ولتشهد على ضعفي الذي زاد في هذا البعد ضعف أكثر ويأس واِنكسار , تعال ولتشهد على الدمع والبكاء , على الأوقات كيف أصبحت تنهش من قلبي في كل مرة قطعة وتستبدلها بلون من الشقاء المر والعجز , تعال لترى مكانك فيَّ بعد أن كنت مدينتي / أهلي / أصدقائي / هوائي وملجأي ومنجدي من كل رواسب العمر التي هطلت على أوراقي , تعال ولتشهد بعينيك عليَّ بين الأمس واليوم .. ويوم كنا معا قبل أن يخدشنا الفراق ..



أفتش في صدري عن بقايا مني لا تعود إليك , كيف أصبحت كلي , كيف سكنت روحي وملكتها , ما كنت أرغب بحب يأتي على غير ما أشاء يدمر كل قوة في روحي وصبري الذي واجهت به ظلم هذا الكون ممن كانوا أعدائي وأقربائي , لماذا أتيت .. لماذا أقسمت بين يديك أن في صدرك ميلادي و مماتي ؟ ولماذا أصر على البقاء في ذات المكان لأشهد ضحكك , لمساتك , أغنياتك , عطرك , وصوتك , وحزنك وأشهدك لسواي لأموت كالأشجار واقفة لا انحني إلا بحضن وسادتي , كم خيبة تعصر قلبي الآن .. خيبة بعدك , شوقي , حزني , حنيني , ضعفي , وخيبتي بنفسي بعد أن ظننت أن لي قلبا يحتمل كل ذلك الألم ولم أحتمل !



لأجلك عدت للكتابة لكن هذا الأمر يخيفني جداً ويبكي قلبي , أنكسر في هذا الليل أمام الحروف لأكتب لك لأدونك لتظل عالق في صدر حروفي وإن غيبني الفرح ساعة نسيان أجدك بها تكشر عن تفاصيلنا تلك الصغيرة الكبيرة / تلك القليلة الكثيرة ..
أكتبك لـ أحمي قلبي من هذه الوحدة التي تعيد كل وقت كان لي بك أكتبك وتبكي الأحرف قبلي أكتبك ويرميني الدمع لمائة ألف يتم و يتم ويزيد ..




وكأن الليل قد تكاثر لأجل أن يشهد على صراخي على سواد قوقعتي .. هل تراك نسيتني , نسيت العينان التي لطالما اِبتسمت لأنك تنظر إليهما , هل تراك نسيتني ونسيت كيف كانت تعبر ابتسامتي نحوك بلا شوائب هذا الحزن .. هل تراك نسيت ؟!
لم أشاء أن تذبل عيناي أن أنظر للأشياء وأراك خلف كل النوافذ والأبواب خلف كل الكلمات والأغاني والأمنيات .. أن أهرب للصباح وأجدك في صوت فيروز والناي , خلف عناوين الأخبار وبداخل مكعب السكر لتزيد قهوتي مرارة فوق تعاستي .. أتراك تدرك ؟!





ما كان لصوتي أن يناديك مراراً ويرتد طرف الصوت لي وحيدا مكسورا وخائفا , وصوتك في الطرف الآخر أشهده يبتسم ولا ينثني ليلملم أوقات جمعتنا ..
 " أشهد الفراق أن هناك من رهن قلبه و أنفاسه وكل أيامه لأجلك لكن الرحيل كان لزاماً فلا يلتقي قلبان لا تلتقي أوقات مشاعرهما ."





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق